مع بدء العام الدراسي يجد الكثير من الأولاد صعوبة في العودة الى الروتين المدرسيّ خاصةً أن معظمهم خلال فصل الصيف ، لا يتقيدون بجدول انضباطي بل يستمتعون بأنفسهم و يتّبعون جدول مريح بحيث ينامون و يستيقظون متى يشاؤون .
لذلك يجد الكثير من الأهالي صعوبة في جعل أبنائهم يتّـبعون روتين المدرسة من جديد. في البداية، يحاول الأولاد معارضة والديهم وتأجيل الذهاب الى الفراش باكرًا والسعي الى تغيير موقفهم. ولكن من المهم بالنسبة للأهالي أن يكونوا ثابتين وصبورين ومتمسكين بالجدول الزمني الذي وضعوه.
الروتين مهم جدا لأبنائكم من الناحية النفسية لأسباب عديدة:
يعطي الروتين الأولاد الإحساس بالإستقرار و الأمان. يشعر الولد الذي تعود على روتين مُعين بأنه يُسيطر على بيئته من خلال الإطمئنان أن كل شيء يسير حسب الجدول. كما .يشعر بالإطمئنان أن حاجاته الجسدية والنفسية مؤمنة
يساعد النظام الأهالي و الأولاد بالإستفادة من يومهم وإنجاز الكثير بالإضافة الى معرفة
ما يمكن توقعه . مما يُقلل من القلق والتعب وعدم الإستقرار.
يساعد الروتين على تعزيز حسّ الإنضباط والثقة بالنفس و احترام الذات عند الأولاد
يؤمن الروتين الراحة النفسية للأولاد ويوفر لهم المزيد من الوقت للإستمتاع بأنفسهم.
يُنظم الروتين حياة العائلة ويجعلها أسهل. يشعر الأولاد الذين يعيشون في حالة من الفوضى أنهم لا يملكون السيطرة على محيطهم مما يؤدي غالبا إلى نتائج غير مرغوبة ، مثل نوبات الغضب والتحدي وسلوكيات أخرى غير مناسبة، يحاولون من خلالها تأمين الإستقرار النفسي. غالبًا لايدري الأولاد أن ما ينقصهم هو النظام و الروتين للشعور على
نحو أفضل.
بعض الإجراءات التي يمكن إستخدامها لإتباع الروتين
إن وضع روتين مُعين والعمل على اتباعه بانتظام يستغرق بعض الوقت والمثابرة وتعاون جميع أعضاء العائلة.
يمكن أن يتضمن التالي: إيقاف مشاهدة التلفزيون أو اللعب، تناول العشاء، تنظيف الأسنان، الإستحمام وارتداء ملابس النوم والخلود للنوم على الوقت…
لا يجدر أن يتحول النظام الى كابوس من الشجار المستمر وإعطاء الأوامر طوال الوقت لذلك:
– يمكن على الأهل التواصل مع أبنائهم من أجل شرح النظام المتوقع والتأكيد أنّ الجميع بحاجة إلى اتباع الروتين للشعور بالإستقرار والسعادة.
– على الأهل التواصل مع أبنائهم بإيجابية بعيدًا عن التهديد والصراع حول السيطرة.
– يمكن على الأهل تعليم أبنائهم توّلي مسؤولية الأنشطة الخاصة بهم من دون تمييز أحد على الأخر من خلال إشراكهم في تحضير جدول يومي لكل منهم ووضعه على الحائط.
– يمكنهم جعل أبنائهم يشعرون بالمسؤولية و بأنهم جديرون بالثقة من دون تذكير دائم للواجبات التي عليهم إتمامها. هذا الأمر يزيد من إحساس أبنائهم بالتمكن والكفاءة. الاطفال الذين يشعرون بالإستقلالية و المسؤولية تجاه أنفسهم لديهم أقل حاجة إلى التمرد والمعارضة.
– العمل على تحفيز الأبناء يساعدهم على التعاون مع الأهل والحدّ من التوتر والقلق للجميع.
– بجب تعليم الأبناء مفهوم “التطلع ” إلى الأشياء التي يتمتعون بها. الأولاد بحاجة أن يتعلموا الإنتظار قبل أن يتمكنوا من القيام بما يريدون، مما يُشجعهم لإنهاء ما هو مطلوب منهم أولا.
– التضارب بين الوالدين يخلق القلق العاطفي كما يسمح للأولاد إستغلال أحد الطرفين لمنفعته الشخصية والتلاعب بالروتين وزعزعة الأمان المنزليي، لذلك من المهم التنسيق الدائم بين الوالدين وثباتهما على موقف مُعين. هذا الأمر لا يستبعد إدخال بعض المرونة والعفوية من وقت لآخر باتفاق الوالدين.
تذكروا أنّ كلّ عائلة متماسكة باتباع الروتين والعادات السليمة هي عائلة تعيش باستقرار وأمان وسلام.